تعرب المنظمات الموقعة أدناه، عن قلقلها من عرض برامج تلفزيونية في شهر رمضان الكريم تحرض على العنف وبث روح الخوف لدى الضحايا والمشاهدين، بدلا من نشر ثقافة التسلية والفكاهة.
للأسف تتكرر منذ سنوات عديدة وخاصة وفي برامج الكاميرا الخفية سواء أكانت عربية أو محلية التهكم وتقليل احترام المشاركين بحجة المرح والتسلية وزيادة نسب المشاهدة التي لا تعد مقياسا للأثر الإيجابي في المجتمع، ولا يسلم المجتمع من آثارها النفسية والاجتماعية علي الثقافة المجتمعية وتعزيز الأفكار السلبية والعدوانية في المجتمع خاصة أن ليبيا بيئة خصبة حاليا حيث يحاول مواطنوها التعافي من آثار الحروب التي عايشوها منذ عام 2011.
لقد أصبح تصيد المواطن واستعماله كمادة للسخرية، فيها عدم احترام لإنسانيته وبث مشاهد العنف ضده شائعا في العديد من البرامج التلفزيونية، أما استغباء المواطن بتسول البسمة من الجمهور على طريقة الكاميرا الخفية الليبية، لا يمكن إدراجه بأي حال كمحتوى ترفيهي في وسائل الإعلام بما في ذلك الموجهة للمشاهد الليبي، والتي من المفترض أن تكون معنية بذوق الجمهور والارتقاء به، ومعنية أكثر بعدم نشر ما هو مبتذل، وما هو رداءة.
تستهجن المنظمات الموقعة بث مثل هذه البرامج مثل برنامج الكاميرا الخفية ” واصف علمدار” على قناة سلام الفضائية في النصف الأول من رمضان 2021 وعلى مدى خمسة عشرة حلقة متتالية لما احتواه من مشاهد فيها استهتار واستخفاف سواء بالضحايا أو المشاهدين خاصة من الأطفال متجاهلة الأضرار النفسية التي يمكن أن تقع على الضحية أو المشاهدين من ضحايا الخطف والتعذيب الشائعين في ليبيا، الأمر الذي ينطبق على برنامج ” أشرف رعايش ” والذي تم بثه على قناة 218 في رمضان 2016.
يؤكد الأخصائيون النفسيين أن تمثيل العنف وأدوار العنف في المسلسلات أو الكاميرات الخفية أو رسوم الاطفال لايقل أثره عن العنف في حد ذاته لما له من آثار نفسية سلبية عميقة حاضرا ومستقلا على التفكير والسلوك والوجدن والهوية والأنموذج وخاصة لدى الأطفال والشباب وأن المبالغة في عرض هذه البرامج يولد لا محالة ما نراه اليوم من صور صادمة تهين الضيوف وتحرض فعلا على العنف. وبقدر ما نلوم منتجي هذه البرامج ومن سمح ببثها، فإن اللوم يقع أيضا على من يرضون أن يكونوا ضحايا لها، حتى لو كانوا قد وقعوا بسبب الخديعة فبإمكانهم التشديد على عدم بث الحلقة لما لها من أثر سيء على المجتمع ككل.
لقد أثبت العديد من الدراسات العلمية ثأتير هذه البرامج التلفزيونية في تعزيز السلوك العنيف لدى الأطفال والمراهقين والشباب والذين يميلون للنمذجة والتقليد ولعب هذه الأدور، مما يزيد من احتمالية نسب السلوك العنيف والتبلد للتعود علي رؤية هذه المشاهد أو تعزيز ممارسة هذه السلوكيات.
نؤكد على أنه من واجب المؤسسات الإعلامية الحرص على عدم بث أو نشر المواد الإعلامية التي تساهم في ترويج العنف والحرب والكراهية وتحث على الجريمة أو قد تؤدي إلى حدوث قلاقل واضطرابات حسب ما تنص عليه المواثيق الدولية، كما أن مبدأ الحد من الضرر يوجب على المؤسسات الإعلامية الحذر من نشر الحقائق كاملة إذا كانت هناك عواقب سلبية لنشرها على أي طرف من الأطراف فما بالك بنشر مادة ترفيهية غير حقيقية والتي يلزم فيها التّشاور مع قانونيّين وأخصّائيين نفسيين قبل نشرها وبثها.
تطالب المنظمات الموقعة بتعزيز ثقافة المسائلة والشكاوى ضد هذه البرامج التي تخرق أخلاقيات العمل الإعلامي وأن تقوم إدارة المطبوعات والمصنفات الفنية في وزارة الثقافة دورها المنوط بها وهو تقديم تلك الشكاوى إلى إدارة القنوات والمطالبة بالتزام برامجها أخلاقيات المهنة الإعلامية وعدم بث ما يروج للعنف أو للحرب أو لخطاب الكراهية لما لها من آثار سلبية على المجتمع ككل كما أنها تخالف القانون والمواثيق الدولية.
المنظمات والجهات الموقعة
- المنظمة الليبية للإعلام المستقلشبكة أصوات للإعلام
- المؤسسة الليبية للصحافة الاستقصائية
- المنظمة المستقلة لحقوق الإنسان
- مؤسسة بلادي لحقوق الإنسان
- صحيفة الصباح الليبية
- منظمة شباب من أجل تاورغاء
طرابلس:1 مايو 2021