عيسى واحد من بين آلاف العمّال ممن يكدحون طلباً للرزق في بيئة عمل غير آمنة. فحال عيسى تقودنا لإثبات أن عمال ورشات تماثيل تذكارية غير مرخصّة يعملون في بيئة عمل خطرة ويستخدمون مواد كيميائية حارقة، فيتعرضون بسببها لإصابات خطرة منها تشوهات وحروق جلدية. يحدث ذلك في غياب رقابة وزارة القوى العاملة (وغيرها أيضا)، وقصور في قانون العمل يحول دون شمول العمالة غير المنتظمة ضمن مظلة التأمينات الصحية والاجتماعية. إذ وثّقت معدّة التحقيق إصابات ثمانية عمّال في ورش تصنيع تماثيل تذكارية مقلدة زارتها على فترات متباعدة بمنطقتي إمبابة والحسين بالقاهرة على مدار أربعة أشهر لتوثيق معاناة عمّال صناعة التحف الفرعونية. إذ تعتمد هذه الحرفة في صناعتها على قوالب سيليكون مرنة تأخذ الشكل المطلوب بعد أن تصبّ داخله مادة (البولي استر).
فيديو يظهر فيه قدم عيسى وحالتها السيئة
لم تنجح محاولات معدّة التحقيق في الوصول إلى أي إحصاءات رسمية حول عدد الورش ذلك لأنها غير مرخصة لدى أي جهة حكومية أو خاصة. لكن يقدّر عاملون في المهنة انتشار نحو الفي ورشة في محافظات مصر الـ 29 تشغّل قرابة 3000 شخص؛ بخاصة في الجيزة، شرم الشيخ، الغردقة، بني سويف وكذلك في الأقصر وأسوان. إذ وثّقت معدّة التحقيق 60 ورشة غير مرخصة مناصفة بين منطقتي إمبابة المكتظة بالسكان (100 ألف نسمة شمال محافظة الجيزة) والحسين بالقاهرة اللتين تشتهران بورش صناعة التحف المقلدة. يعمل في هذه الورش التي زارتها أزيد من 120 عامل، من بينهم أطفال، بمعدل اثنين لكل منها.
وتتراوح أجورهم وفقاً لزيارت معدة التحقيق بين 450 إلى 1000 جنيه شهرياً (26 إلى 58 دولارا) في بلد يبلغ متوسط دخل الفرد فيه 1200 جنيه (68 دولار).
حقوق ضائعة
في مصر تندرج هذه الورش تحت بند العمالة غير المنتظمة، والتي تقدر بــ 14 مليون عامل، بحسب أحدث تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ووزارة القوى العاملة الصادر في مايو/ أيار 2017. هذا الجهاز يتجاهل توثيق إصابات العمالة غير المنتظمة. آخر تقرير له حصر عدد إصابات العمال في القطاعين الخاص والعام – ١٥ ألفا و١١٩ إصابة سنويًا وهو ما يعادل ٥٠ حالة يوميًا.