تستنكر المنظمات الموقعة أدناه، الخطاب التحريضي الذي تقوم به الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، في الحكومة الليبية المؤقتة، في شرق ليبيا، من تشويه وتحريض على ”تجمّع تاناروت للإبداع الليبي” وأعضائه في مدينة بنغازي.
لقد عمدت الهيئة العامة للأوقاف إلى التحريض المباشر على التجمّع وأعضائه، بإرسال تقارير وشكاوى كيديّة إلى مختلف الأجهزة الأمنية في شرق ليبيا تتهم فيها التجمع زورًا وبهتانًا بنشر الماسونية والمسيحية والإلحاد مشيرةً إلى الكتب والأفلام التي يختارها التجمّع في أنشطته الثقافية المختلفة.
لم تكتف الهيئة بتلك الاتهامات بل ذهبت إلى اتهام أعضاء التجمّع بالانحلال الأخلاقي بحجة أن مقر التجمع ((مختلط)) وكأن الاختلاط جريمة يعاقب عليها القانون الليبي، ووصفت بعض أعضائه بعبدة الشياطين وملحدين، ألفاظ تعرض سلامة أعضاء التجمع إلى أخطار عديدة بدءًا من التهديد، إلى الاعتداء بل حتى الاغتيال في دولة يسري فيها الإفلات من العقاب في معظم الجرائم التي ارتكبت ضد النشطاء والصحفيين.
لقد أوضحت أعمال الهيئة وبياناتها على أنها تدار من قبل شخوص لديهم تأويلات دينية شخصيّة متطرفة، وكأنها الحارس لأخلاقيات المجتمع وقيمه، حسب فهمها الذي تكشّف واضحًا عن سعي ممنهج إلى تضييق كل منافذ الحياة وخنق المجتمع وتفصيل قيمه على مقاس فئة محدّدة مستورة أفكارها من خارج ليبي.
إن المنظمات الموقعة أدناه، تحمل الهيئة العامة للأوقاف المسؤولية الكاملة لسلامة أعضاء التجمع من أيّ أذى أو ضرر ناجم عن التحريض والتشويش المتعمّد الصادر من طرفها، كما تدعو وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة إلى ضمان سلامة اعضاء التجمع وكبح جماح الجهات المحرضة ضد الصحافة والثقافة والفن والمجتمع المدني.
تدعو المنظمات الموقعة مثقفي ليبيا: أدباءها وفنانيها ومفكريها وكافة المنظمات الثقافية والحقوقيّة في ليبيا وخارجها إلى العمل على توضيح دور الفعل الثقافي الذي يُـحصّن المجتمع من التطرف والتعصب الجهوي والمغالاة وضيق الأفق، وضرورة إنقاذه دون تهاون، وتحريره من الوصاية والتشويش.
كما تدعو المنظمات الموقعة إلى التضامن الحقيقي الجاد والمباشر (دون مواربة) مع تجمّع تاناروت وأن يُنظر إلى قضيته على أنها قضية مجتمع لا قضية مؤسّسة واحدة تواجه التعصّب وسوء الفهم منفردة.
المنظمات الموقعة
- المنظمة الليبية للإعلام المستقل
- المؤسسة الليبية للصحافة الاستقصائية
- المؤسسة الليبية الدولية لحقوق الإنسان
- المركز الليبي لحرية الصحافة